فصل: باب فيما يتمناه الغني في الآخرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب فيمن كره الدنيا

17858- عن زيد بن أرقم قال‏:‏ كنا مع أبي بكر فاستسقى فأتي بماء وعسل فلما وضعه على يده بكى وانتحب حتى ظننا أن به شيئاً، ولا نسأله عن شيء، فلما فرغ قلنا‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على هذا البكاء‏؟‏ قال‏:‏ بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رأيته يدفع عن نفسه شيئاً ولا أرى شيئاً فقلت‏:‏ يا رسول الله ما الذي أراك تدفع لا أرى شيئاً‏؟‏‏!‏ قال‏:‏

‏"‏الدنيا تطولت لي فقلت‏:‏ إليك عني، فقالت‏:‏ أما إنك لست بمدركي‏"‏‏.‏

قال أبو بكر‏:‏ فشق علي وخشيت أن أكون قد خالفت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحقتني الدنيا‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الواحد بن زيد الزاهد وهو ضعيف عند الجمهور وذكره ابن حبان في الثقات وقال‏:‏ يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة، وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب ترك الدنيا لأهلها

17859- عن أنس قال‏:‏ ينادي مناد‏:‏ دعوا الدنيا لأهلها، دعوا الدنيا لأهلها، دعوا الدنيا لأهلها، من أخذ من الدنيا أكثر مما يكفيه أخذ جيفة وهو لا يشعر‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏ لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه‏.‏ وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف‏.‏

 باب فيما يرتفع من أمر الدنيا

17860- عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏حق على الله لا يرتفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه‏"‏‏.‏

قال معن بن عيسى‏:‏ كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يوماً نشيطاً فحدثناه به عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير شيخ البزار أحمد بن الريبع فإني لم أعرفه‏.‏

 باب ما جاء في الأمل والأجل

17861- عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرز بين يديه غرزاً ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده، ثم قال‏:‏ ‏"‏هل تدرون ما هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏هذا الإنسان وهذا أجله وهذا أمله، يتعاطى الأمل، يختلجه الأجل دون ذلك‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة‏.‏

17862- وعن عبد الله بن عمرو - لا أعلمه إلا رفعه - قال‏:‏

‏"‏صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين، وهلاكها بالبخل والأمل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عصمة بن المتوكل وقد ضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان‏.‏

17863- وعن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اقتربت الساعة وهي لا تزداد منهم إلا بعداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17864- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اقتراب الساعة أن تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كضرمة نار، ولينامن أحدكم وأجله بين عينيه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي باختصار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقد قيل‏:‏ إنه وثق، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

 باب ما قل وكفى خيراً مما كثر وألهى

17865- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين‏:‏ يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد‏:‏ ‏"‏ولا آبت شمس قط إلا بعث بجنبها ملكان يناديان‏:‏ اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاًتلفاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏اللهم من أنفق فأعطه خلفاً ومن أمسك فأعطه تلفاً‏"‏‏.‏

ورجال أحمد وبعض رجال أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح‏.‏

17866- وعن عبد الرحمن بن أبي سعيد - أراه عن أبيه، شك أبو عبد الله - قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على الأعواد وهو يقول‏:‏ ‏"‏ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير صدقة بن الربيع وهو ثقة‏.‏‏.‏

17867- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‏.‏ يا أيها الناس‏!‏ إنما هي نجدان‏:‏ نجد خير، ونجد شر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من حديث فضال عن أبي أمامة وفضال ضعيف‏.‏

 باب فيمن قل ماله وكثرت عياله

17868- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من قل ماله وكثرت عياله وحسنت صلاته ولم يغتب المسلمين جاء يوم القيامة وهو معي كهاتين‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه مسلمة بن علي الخشني وهو متروك‏.‏

 باب القناعة

17869- عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عليكم بالقناعة، فإن القناعة مال لا ينفد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو متروك‏.‏

 باب فيمن صبر على العيش الشديد ولم يشك إلى الناس

17870- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله كان حقاً على الله أن يفتح له قوت سنة من حلال‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إسماعيل بن رجاء الحصني ضعفه الدارقطني‏.‏

17871- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما صبر أهل ثلاثة على جهد إلا أتاهم الله برزق‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا‏.‏

17872- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أصيب بمصيبة بماله أو في نفسه فكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقاً على الله أن يغفر له‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا‏.‏

17873- وعن أبي هريرة قال‏:‏ دخل رجل على أهله، فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية، فلما رأت امرأته قامت إلى الرحا فوضعتها، وإلى التنور فسجرته ثم قالت‏:‏ اللهم ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت‏.‏ قال‏:‏ وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئاً، قال‏:‏ فرجع

الزوج وقال‏:‏ أصبتم بعدي شيئاً‏؟‏ قالت امرأته‏:‏ نعم من ربنا، قام إلى الرحا فرفعها، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏أما إنه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار وقال‏:‏ فقالت امرأته‏:‏ اللهم ارزقنا ما نطحن وما نعجن ونخبز، فإذا الجفنة ملأى خبزاً، والرحا تطحن، والتنور ملأى جنوب شواء، فجاء زوجها فقال‏:‏ عندكم شيء‏؟‏ قالت‏:‏ رزق الله - أو قد رزق الله - فرفع الرحا فكنس حولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو تركها لطحنت إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير شيخ البزار وشيخ الطبراني وهما ثقتان‏.‏

17874- وعن أبي هريرة قال‏:‏ بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدر على شيء، فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعاً قد أصابته مسغبة شديدة، فقال لامرأته‏:‏ عندك شيء‏؟‏ قالت‏:‏ أبشر قد أتاك رزق الله، فاستحثها وقال‏:‏ ابتغي ويحك إن كان عندك شيء، فقالت‏:‏ نعم هنيهة نرجو رحمة الله، حتى إذا طال عليه الطول قال‏:‏ ويحك قومي فابتغي إن كان عندك خبز فائتيني به فإني قد أبلغت وجهدت قد أبلغت وجهدت، فقالت‏:‏ نعم الآن ننضح التنور فلا تعجل، فلما أن سكت عنها وتحينت أيضاً أن يقول ‏[‏لها‏]‏ قالت هي من عند نفسها‏:‏ لو قمت فنظرت إلى تنوري، فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم ورحيتها تطحن، فقامت إلى الرحى فنقضتها واستجرت ما في التنور من جنوب الغنم‏.‏

فقال أبو هريرة‏:‏ والذي نفس أبي القاسم بيده، عن قول محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لو أخذت ما في رحيتها ولم تنقضها لطحنت إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله وثقوا‏.‏

 باب فيمن يرضى بما قسم له

17875- عن أبي العلاء بن الشخير قال‏:‏ حدثني أحد بني سليم - ولا أحسبه إلا قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم - أن الله عز وجل يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم له بارك الله فيه ووسعه، ومن لم يرض لم يبارك له‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17876- وعن عبد الله بن الشخير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله ليبتلي العبد لينظر كيف يعمل، فإن رضي بورك له، وإن لم يرض لم يبارك له‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن راشد المازني وهو متروك‏.‏

17877- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ يا حبذا المكروهات‏:‏ الموت والفقر، وما أبالي بأيهما ابتليت، إن كان الغنى إن فيه العطف، وإن كان الفقر إن فيه الصبر‏.‏

رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط‏.‏

17878- وعنه أيضاً قال‏:‏ ما يضر امرأ مسلماً على أي حال أصبح عليها أو أمسى لا تكون حزازة في نفسه‏.‏

رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط‏.‏

 باب ما يمدح من قلة المال

17879- عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اثنتان يكرههما ابن آدم‏:‏ الموت، والموت خير من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب‏"‏‏.‏

رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

17880- وعن أبي أسماء أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة وعنده امرأة له سوداء بشعة ليس عليها أثر المجاسد ولا الخلوق فقال‏:‏ أتنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء‏؟‏ تأمرني أن آتي العراق، فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم، وإن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقاً ذا دحض ‏(‏زلق‏)‏ ومزلة، وإنا إن نأت عليه وفي أحمالنا اقتدار أو اضطمار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي حديث أنس وأبي الدرداء في أواخر الباب بعد هذا‏.‏

 باب فضل الفقراء

17881- عن أبي ذر قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏انظر أرفع رجل في المسجد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فنظرت فإذا رجل عليه حلة، قلت‏:‏ هذا، قال‏:‏ قال لي‏:‏ ‏"‏انظر أوضع رجل في المسجد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق ‏(‏ثياب بالية‏)‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ هذا، قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا‏"‏‏.‏

رواه أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح‏.‏

17882- وعن أبي هريرة قال‏:‏ خرجت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويده في يدي، فأتى على رجل رث الهيئة، قال‏:‏

‏"‏أبو فلان ما بلغ بك ما أرى‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ السقم والضر يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏ألا أعلمك كلمات يذهب الله عنك السقم والضر‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما يسرني بهما أني شهدت معك بدراً وأحداً، قال‏:‏ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع‏؟‏‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فقال أبو هريرة‏:‏ يا رسول الله أما تعلمني‏؟‏ قال‏:‏ فقال‏:‏

‏"‏قل يا أبا هريرة‏:‏ توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حسنت حالي فقال‏:‏ ‏"‏مهيم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتنيهن‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف وفيه توثيق لين ولكن حرب بن ميمون وبقية رجاله ثقات‏.‏

17883- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من سأل عني أو سره أن ينظر إلي فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة، رفع له علم فشمر إليه اليوم المضمار وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف‏.‏

117884- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، وطلعت الشمس، فقال‏:‏ ‏"‏يأتي قوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس‏"‏‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ نحن هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا، ولكم خير كثير، ولكنهم الفقراء المهاجرون الذين يحشرون من أقطار الأرض‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير وزاد في الكبير‏:‏ ثم قال‏:‏

‏"‏طوبى للغرباء، طوبى للغرباء‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ ومن الغرباء‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم‏"‏‏.‏

17885- وفي رواية‏:‏ فقال أبو بكر وعمر‏:‏ نحن هم‏؟‏

وله في الكبير أسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح‏.‏

17886- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره

لا يستطيع لها قضاءا، فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته‏:‏ ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة‏:‏ نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ إنهم كانوا عباداً يعبدوني ولا يشركون بي شيئاً، وتسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب‏:‏ ‏{‏سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار‏}‏‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني وزاد بعد قول الملائكة وسكان سماواتك‏:‏ ‏"‏وإنك تدخلهم الجنة قبلنا‏"‏‏.‏ ورجالهم ثقات‏.‏

17887- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن أول ثلة تدخل لفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره، وإذا أمروا سمعوا وأطاعوا، وإذا كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره، والله عز وجل يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول‏:‏ إن عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا، ادخلوا الجنة، فيدخلونها بغير حساب‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وزاد فيه‏:‏ ‏"‏ادخلوا الجنة بلا عذاب ولا حساب، وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون‏:‏ ربنا نحن نسبحك الليل والنهار ونقدس لك، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا‏؟‏ فيقول الله جل ذكره‏:‏ عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا

في سبيلي، فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار‏"‏‏.‏

ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانة وهو ثقة‏.‏

17888- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بخمسمائة عام‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ ومن هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هم الذين إذا كان مهلكاً بعثوا، وإذا كان مغنماً بعثوا غيرهم، الذين يحجبون على أبواب السلطان‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود بعضه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض ولم أعرفه، وزيد العمي ضعفه الجمهور وقد وثق، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17889- وعن ثوبان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن حوضي ما بين عدن إلى عمان، أكوابه عدد النجوم، ماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من العسل، أول من يرده فقراء المهاجرين‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله صفهم لنا، قال‏:‏ ‏"‏شعث الرؤوس، دنس الثياب، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد، الذين يعطون ما عليهم ولا يعطون ما لهم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في ذكر الحوض في الصحيح باختصار‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

17890- وفي رواية عنده‏:‏ ‏"‏وأكثر الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين‏"‏‏.‏ بدل‏:‏ ‏"‏أول من يرده‏"‏‏.‏

ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح‏.‏

17891- وعن أبي بكر الصديق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏تدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بأربعمائة عام‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فقلت‏:‏ إن الحسن يذكر ‏"‏بأربعين عاماً‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بأربعمائة عام حتى يقول الغني‏:‏ يا ليتني كنت عيلاً‏"‏‏.‏

قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله سمهم لنا بأسمائهم، قال‏:‏ ‏"‏هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له، وإذا كان نعيم بعثوا له سواهم، وهم الذين يحجبون عن الأبواب‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن أبي الحواري وقد وثق على ضعفه‏.‏

17892- وعن عبد الله بن عمر قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏تدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً‏"‏‏.‏ فقيل‏:‏ صفهم لنا، فقال‏:‏ ‏"‏الدنسة ثيابهم، الشعثة رؤوسهم، الذين لا يؤذن لهم على السدات، ولا ينكحون المتنعمات، توكل بهم مشارق الأرض ومغاربها، يعطون كل الذي عليهم ولا يعطون كل الذي لهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات‏.‏

17893- وعن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تدخل فقراء أمتي قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً، أو بأربعين سنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي كامل الموصلي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17894- وعن أبي هريرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏تدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بنصف يوم‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ وما نصف يوم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏‏{‏إن يوماً عند ربك كألف سنة‏}‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ويدخلون جميعاً على صورة آدم‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ وما كانت صورة آدم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏كان اثنا عشر ذراعاً طوله في السماء، وست عرضاً‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ أي ذراع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الذراع طول الرجل الطويل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عدي بن الفضل التيمي مولاهم وهو ضعيف‏.‏

17895- وعن العرباض بن سارية قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا في الصفة وعليه الحوتكية ‏(‏العمامة‏)‏ فقال‏:‏

‏"‏لو تعلمون ما دخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم ولتفتحن فارس والروم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله وثقوا‏.‏

17896- وعن سعيد بن عامر قال‏:‏ ما أنا متخلف عن العنق الأول بعد الذي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏تجيء فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم، فيقال لهم‏:‏ قفوا للحساب، فيقولون‏:‏ ما أعطيتمونا شيئاً تحاسبونا عليه، فيدخلون الجنة قبل الناس بأربعين سنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ‏.‏

17897- وعن عبد الرحمن بن سابط قال‏:‏ أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر‏:‏ إنا مستعملوك على هؤلاء تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم، قال‏:‏ فذكر حديثاً طويلاً قال فيه‏:‏ قال سعيد‏:‏ ما أنا بمتخلف عن العنق الأول بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن فقراء المسلمين يزفون كما تزف الحمام‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقال لهم‏:‏ قفوا للحساب، فيقولون‏:‏ والله ما تركنا شيئاً نحاسب به فيقول الله عز وجل‏:‏ صدق عبادي، فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاماً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

17898- وذكر بعده عن سعيد بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله‏.‏

وفي إسناديهما يزيد بن أبي زياد وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما ثقات‏.‏

ورواه البزار عن سعيد بن عامر بنحوه كذلك‏.‏

17899- وعن واثلة بن الأسقع قال‏:‏ كنت في أصحاب الصفة، فلقد رأيتنا وما منا إنسان عليه ثوب تام، وأجد العرق في جلودنا طرقاً من الغبار والوسخ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏لتبشر فقراء المهاجرين‏"‏‏.‏ إذ أقبل رجل عليه شارة حسنة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم بكلام إلا كلفته نفسه أن يأتي بكلام يعلو كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال‏:‏ ‏"‏إن الله لا يحب هذا وضربه، يلوون ألسنتهم ليَّ البقر بلسانها المرعى كذلك يلوي الله تعالى ألسنتهم ووجوههم في النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح‏.‏

17900- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده جيد‏.‏

17901- وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الضعفاء والفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير الضحاك بن يسار وقد وثقه ابن حبان‏.‏

17902- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة ‏(‏صوتاً‏)‏ بين يدي فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ بلال، فمضيت فإذا أكثر أهلها المهاجرين وذراري المسلمين، ولم أر فيها أحداً أقل من الأغنياء والنساء، قيل لي‏:‏ أما الأغنياء فهم ههنا يحاسبون ويمحصون، وأما النساء فألهاهم الأحمران الذهب والحرير‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية، فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي فرجحت بها، ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة فرجح أبو بكر، ثم جيء بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر، وعرضت علي أمتي رجلاً رجلاً فجعلوا يمرون، فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف، ثم جاء بعد الإياس فقلت‏:‏ عبد الرحمن‏!‏ فقال‏:‏ بأبي وأمي يا رسول الله

ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أخلص إليك أبداً إلا بعد المشيبات، قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ من كثرة مالي أحاسب فأمحص‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيهما مطرح بن يزيد وعلي بن يزيد وهما مجمع على ضعفهما، وعبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وهم من أفضل الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

17903- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ استعمل عمر بن الخطاب معاذ بن جبل على الشام، فكتب إليه أن أعط الناس أعطياتهم، وأغز بهم، فبينا هو يعطي الناس - وذلك في آخر النهار - جاء رجل من أهل الرساتيق فقال له‏:‏ يا معاذ من لي بعطائي‏؟‏ فأتى برجل من أهل الرستاق فقال‏:‏ أنا من مكان كذا فعلي آوي إلى أهلي قبل الليل، فقال‏:‏ والله لا أعطيك حتى أعطي هؤلاء - يعني أهل المدينة - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل داود وسليمان بألفي عام، وفقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاماً، وإن أهل المدائن يدخلون الجنة أهل الرساتيق بأربعين عاماً، تفضل المدائن بالجمعة والجماعات وحلق الذكر، وإذا كان بلاء خصوا به دونهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد وفيه علي بن سعيد بن بشير قال الدارقطني‏:‏ ليس بذاك تفرد بأشياء، وقال ابن يونس‏:‏ كان يفهم ويحفظ، وقال الذهبي‏:‏ حافظ رحال، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17904- وعن أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المسلمين‏.‏

17905- وفي رواية‏:‏ يستنصر بصعاليك المسلمين‏.‏

رواه الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح‏.‏

17906- وعن عبادة بن الصامت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اللهم أحيني مسكيناً وتوفني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وقد وثق على ضعفه وشيخ الطبراني وعبيد الله بن زياد الأوزاعي لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17907- وعن أبي ذر قال‏:‏ أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع‏:‏ بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحداً شيئاً، وأمرني أن أقول الحق وإن كان مراً، وأمرني أن لا يأخذني في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من تحت كنز العرش‏.‏

17908- وفي رواية‏:‏ وأمرني أن أرحم المساكين وأجالسهم‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وأحد إسنادي أحمد ثقات‏.‏

17909- وعن أبي سعيد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ألا أعلمكم خمساً‏:‏ حب المساكين والدنو منهم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم، وصلوا الرحم وإن أدبرت، وقولوا الحق وإن كان مراً، وأكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو ضعيف جداً‏.‏

17910- وعن أبي هريرة - رفعه - قال‏:‏

‏"‏إن أهل البيت ليقل طعمهم فتستنير بيوتهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن المطلب العجلي ضعفه العقيلي، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17911- وعن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن بين أيديكم عقبة كؤوداً لا ينجو منها إلا كل مخف‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى بن مسلم الصغير وهما ثقتان‏.‏

وقد تقدم حديث أبي ذر في الباب الذي قبل هذا، ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17912- وعن أنس قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو آخذ بيد أبي ذر فقال‏:‏

‏"‏يا أبا ذر أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا يصعدها إلا المخفون‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله أمن المخفين أنا أم من المثقلين‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏عندك طعام يوم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم وطعام غد، قال‏:‏ ‏"‏نعم وطعام بعد غد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏"‏لو كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جنادة بن مروان قال أبو حاتم‏:‏ ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات‏.‏

17913- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏التقى مؤمنان على باب الجنة، مؤمن غني ومؤمن فقير، كانا في الدنيا، فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال‏:‏ يا أخي ماذا حبسك‏؟‏ والله لقد حبست حتى خفت عليك، فيقول‏:‏ يا أخي إني حبست بعدك حبساً فظيعاً كريهاً وما وصلت إليك حتى سال مني من

العرق ما لو ورده ألف بعير كلها آكلة حمض لصدرن عنه رواء‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب، فإن كان هو الذي روى عن سفيان فقد ذكره العجلي في كتاب الثقات، وإن كان غيره لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن بشير وهو ثقة‏.‏

 باب ما جاء في البله

17914- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أكثر أهل الجنة البله‏"‏‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏رب ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد‏.‏

 باب فيمن لا يؤبه له

17916- عن حذيفة قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة قال‏:‏

‏"‏ألا أخبركم بشر عباد الله‏؟‏ الفظ المسكتبر‏.‏ ألا أخبركم بخير عباد الله‏؟‏ الضعيف المستضعف ذي الطمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه محمد بن جابر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

17917- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة أما أهل الجنة‏؟‏ فكل ضعيف مستضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره، وأما أهل النار فكل جعظري ‏(‏الفظ الغليظ المتكبر‏)‏ جواظ ‏(‏الجموع المنوع‏)‏ جماع مناع ذي تبع‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه يعتضد‏.‏

17918- وعن أنس قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏رب أشعث أغبر ذي طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن موسى التيمي وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح غير جارية بن هرم ووثقه ابن حبان على ضعفه‏.‏

17919- وعن عبد الله بن مسعود - رفعه - قال‏:‏

‏"‏رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير جارية بن هرم وقد وثقه ابن حبان على ضعفه‏.‏

17920- وعن ثوبان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله ديناراً لم يعطه، ولو سأله درهماً لم يعطه، ولو سأله فلساً لم يعطه، ولو سأل الله الجنة أعطاه إياها، ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17921- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تعس عبد الدنيار وتعس عبد الدرهم وتعس عبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن منع سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا فانتقش‏.‏ طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن شفع لم يشفع، وإن استأذن لم يؤذن له‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه البخاري خلا من قوله‏:‏ ‏"‏طوبى لعبد‏"‏‏.‏ إلى آخره‏.‏ فرواه تعليقاً‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17922- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ألا أخبركم بأهل الجنة‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏كل ضعيف متضعف ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره‏.‏ ألا أخبركم بأهل النار‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏كل جظ جعظ مستكبر‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما الجظ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الضخم‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فما الجعظ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏العظيم في نفسه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه عبد الله بن محمد بن أبي مريم وهو ضعيف‏.‏

17923- وعن سراقة بن مالك بن جعشم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏أما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر، وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن‏.‏

17924- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أنبئك بأهل الجنة‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ بلى، قال‏:‏ ‏"‏الضعفاء المغلوبون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله وثقوا‏.‏

17925- وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ألا أخبرك يا أبا الدرداء بأهل النار‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏كل جعظري جواظ مستكبر جماع منوع، ألا أخبرك بأهل الجنة‏؟‏ كل مسكين لو أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك‏.‏

17926- وعن زيد بن ثابت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أخبركم بأهل الجنة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار‏؟‏ كل عتل جواظ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

17927- وعن أبي ذر قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏انظر أرفع رجل في المسجد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فنظرت فإذا رجل عليه حلة، قلت‏:‏ هذا، قال لي‏:‏ ‏"‏انظر أوضع رجل في المسجد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق، قلت‏:‏ هذا، قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار والطبراني رجال الصحيح‏.‏

17928- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن لله ضنائن من خلقه يحييهم في عافية، فإذا توفاهم توفاهم إلى جنته، أولئك تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم فيها في عافية‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسلم بن عبد الله الحمصي ولم أعرفه وقد جهله الذهبي، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

17929- وعن أبي هريرة - رفعه - قال‏:‏

‏"‏ألا أخبركم بأهل الجنة‏؟‏ الضعفاء المظلومون‏.‏ ألا أنبئكم بأهل النار‏؟‏ كل جعظري‏.‏ ألا أخبركم بخياركم‏؟‏ محاسنكم أخلاقاً‏.‏ ألا أنبئكم بشراركم‏؟‏ الثرثارون المتشدقون المتفيهقون‏"‏‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏ لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، وفيه البراء بن يزيد فإن كان هو البراء بن عبد الله بن يزيد فهو ضعيف، وإن كان هو البراء بن يزيد الهمذاني فقد وثقه ابن حبان‏.‏

17930- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن موسى بن عمران مر برجل وهو يضطرب فقام يدعو الله له أن يعافيه، فقال له‏:‏ يا موسى إنه ليس الذي يصيبه خبط من إبليس ولكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى، انظر إليه في كل يوم، انظر إليه في كل يوم مرات، أتعجب من طاعته فمره فليدع لك فإن له عندي كل يوم دعوة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله وثقوا‏.‏

17931- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في بعض سكك المدينة فرأى رجلاً أسود ميتاً قد رموا به في الطريق فسأل بعض من ثم عنه‏!‏ فقال‏:‏ ‏"‏مملوك من هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ مملوك لآل فلان، فقال‏:‏ ‏"‏أكنتم ترونه يصلي‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ كنا نراه أحياناً

يصلي وأحياناً لا يصلي، فقال‏:‏ ‏"‏قوموا فاغسلوه وكفنوه‏"‏‏.‏ فقاموا فغسلوه وكفنوه، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، فلما كبر قال‏:‏ ‏"‏سبحان الله سبحان الله‏"‏‏.‏ فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال له أصحابه‏:‏ يا رسول الله سمعناك لما كبرت تقول‏:‏ ‏"‏سبحان الله سبحان الله‏"‏‏.‏‏!‏ فلم قلت سبحان الله سبحان الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏كادت الملائكة أن تحول بيني وبينه من كثرة ما صلوا عليه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد‏.‏

 باب فيما يتمناه الغني في الآخرة

17932- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون ويدعون فقال‏:‏

‏"‏خذوا فيما كنتم فيه‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏أبشروا - أحسبه قال‏:‏ - يا معشر المهاجرين بالفوز يوم القيامة على الأغنياء بخمسمائة عام، حتى إن الغني يود لو كان سائلاً‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود غير قوله‏:‏ ‏"‏حتى إن الغني يود أنه كان سائلاً‏"‏‏.‏

رواه البزار‏.‏

 باب ما يصير إليه الفقير المؤمن والغني الكافر

17933- عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن موسى قال‏:‏ أي رب إن عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا، قال‏:‏ فيفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها فيقول‏:‏ يا موسى هذا ما أعددت له، فيقول موسى‏:‏ وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤساً قط‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ثم قال موسى‏:‏ أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا، قال‏:‏ فيفتح له باب من النار فيقول‏:‏ يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى‏:‏ أي وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير خيراً قط‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة ودراج وقد وثقا على ضعف فيهما‏.‏

 باب فيمن اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة

17934- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وقد وثقه أبو زرعة وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات، وفي الأخرى أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب‏.‏

 باب ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة

17935- عن أبي عسيب قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فمر بي فدعاني، فخرجت إليه، ثم مر بأبي بكر رحمه الله فدعاه فخرج إليه، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطاً لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط‏:‏ ‏"‏أطعمنا‏"‏‏.‏ فجاء بعذق فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب فقال‏:‏ ‏"‏لتسألن عن هذا يوم القيامة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ‏(‏الرطب‏)‏ قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال‏:‏ يا رسول الله إنا لمسؤولون عن هذا يوم

القيامة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم إلا من ثلاث‏:‏ خرقة كف بها عورته أو كسرة سد بها جوعته أو جحر يندخل فيه من الحر والقر‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

17936- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما فوق الإزار وظل الحائط وجر الماء فضل يحاسب به العبد يوم القيامة أو يسأل عنه‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وقد وثق على ضعف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير القاسم بن محمد بن يحيى المروزي وهو ثقة‏.‏

 باب فيما يشتهيه الفقير ولا يقدر عليه

17937- عن عصمة قال‏:‏ جاء نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا رسول الله إنا نمر بهذه الأسواق فننظر إلى هذه الفواكه فنشتهيها وليس معنا ناض ‏(‏درهم ودنيار‏)‏ نشتري به، فهل لنا في ذلك من أجر‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏وهل الأجر إلا ذلك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جداً‏.‏

 باب النهي عن التواضع للأغنياء

17928- عن ابن عمر قال‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدهن الأغنياء‏.‏

رواه الطبراني وفيه داود بن الزبرقان وهو متروك‏.‏

 باب ما جاء في الفراسة

17939- عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

17940- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

17941- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ أفرس الناس ثلاثة، صاحبة موسى التي قالت‏:‏ يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، قال‏:‏ وما رأيت من أمانته‏؟‏ قالت‏:‏ كنت أمشي أمامه فجعلني خلفه‏.‏ وصاحب يوسف حين قال‏:‏ أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً‏.‏ وأبو بكر حين استخلف عمر‏.‏

17942- وفي رواية‏:‏ من أفرس الناس ثلاثة‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إن كان محمد بن كثير هو العبدي، وإن كان هو الثقفي فقد وثق على ضعف كثير فيه‏.‏

17943- وعن علي بن زيد قال‏:‏ قيل لعمرو بن العاص‏:‏ صف لنا أهل الأمصار، قال‏:‏ أهل الحجاز أحرص الناس على فتنة وأعجزهم عنها، وأهل العراق أحرصه على علم وأبعده منه، وأهل الشام أطوع الناس للمخلوق في معصية الخالق، وأهل مصر أكيس الناس صغيراً وأحمقه كبيراً‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جداً‏.‏

 باب معادن التقوى قلوب العارفين والصالحين

17944- عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لكل شيء معدن، ومعدن التقوى قلوب العارفين‏"‏‏.‏

وفيه محمد بن رجاء وهو ضعيف‏.‏

 باب ما جاء في الولاية لله عز وجل‏.‏

17945- عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن من موجبات ولاية الله ثلاثاً‏:‏ إذا رأى حقاً من حقوق الله لم يؤخره إلى أيام لا يدركها، وأن يعمل العمل الصالح في العلانية على قوام من عمله في السريرة، وهو يجمع مع ما يعجل صلاح ما يأمل‏"‏‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فهكذا ولي الله وعقد وثلاثين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

 باب ما جاء في الأتقياء

17946- عن أنس بن مالك قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من آل محمد‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏كل تقي‏"‏‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏‏{‏إن أولياؤه إلا المتقون‏}‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه نوح بن أبي مريم وهو ضعيف‏.‏

17947- وعن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيده ذا شرف عنده ولا ينقصه إلا التقوى‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه منصور بن عمار وقد وثق على ضعفه‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث في قوله‏:‏ ‏"‏كرم المؤمن تقواه‏"‏‏.‏ وأحاديث في الأدب في حق المسلم، وفي أثنائها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏التقوى ههنا‏"‏‏.‏ وأومأ بيده إلى صدره‏.‏

 باب ما جاء في العجب

17948- عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لو لم تكونوا تذنبون لخشيت عليكم ما هو أكبر منه‏:‏ العجب‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده جيد‏.‏

 باب فيمن آذى أولياء الله

17949- عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قال الله تبارك وتعالى‏:‏ من عادى لي ولياً فقد استحل محاربتي‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه البزار واللفظ له، وأحمد والطبراني في الأوسط وفيه عبد الواحد بن قيس وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني في الأوسط رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل‏.‏

17950- وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏قال الله عز وجل‏:‏ من آذى لي ولياً فقد استحل محاربتي، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء فريضتي، وإنه ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت رجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها، ولسانه الذي ينطق به، وقلبه الذي يعقل به، وإن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موته، وذلك أن يكره الموت وأنا أكره مساءته‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب‏.‏

17951- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى قال‏:‏

‏"‏من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف‏.‏

17952- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقول الله تبارك وتعالى‏:‏ من عادى لي ولياً فقد ناصبني بالمحاربة‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

 باب فيما يصلح للمؤمنين على الغنى والفقر

17953- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقول الله تبارك وتعالى‏:‏ من عادى لي ولياً فقد ناصبني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موت المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، وربما سألني وليي المؤمن الغنى فأصرفه من الغنى إلى الفقر، ولو صرفته إلى الغنى لكان شراً له، وربما سألني وليي المؤمن الفقر فأصرفه إلى الغنى، ولو صرفته إلى الفقر لكان شراً له‏.‏ إن الله تبارك وتعالى قال‏:‏ وعزتي وجلالي وعلوي وبهائي وجمالي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبدي هواي على هوى نفسه إلا أثبت أجله عند بصره، وضمنت له السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

 باب فيمن لا صبوة له ومن ينشأ في العبادة

17954- عن عقبة بن عامر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن‏.‏

17955- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من ناشئ ينشأ في العبادة حتى يدركه الموت إلا أعطاه الله أجر تسعة وتسعين صديقاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جداً‏.‏

 باب فيمن تشبه من الشباب بالكهول وغير ذلك

17956- عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

17957- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار وفيهما الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف‏.‏

17958- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله يبغض ابن سبعين في هيئة ابن عشرين في مشيته ومنظره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث وهو ضعيف‏.‏

 باب من تشبه بقوم فهو منهم

17959- عن حذيفة - يعني ابن اليمان - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من تشبه بقوم فهو منهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن غراب وقد وثقه غير واحد وضعفه بعضهم وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب ما جاء في المحبة والبغضة والثناء الحسن وغيره

17960- عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن المقة من الله عز وجل - قال شريك‏:‏ هي المحبة - والصيت من السماء، فإذا أحب الله عبداً قال لجبريل‏:‏ إني أحب فلاناً فأحبوه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فتنزل له المحبة في الأرض، وإذا أبغض عبداً قال لجبريل‏:‏ إني أبغض فلاناً فأبغضوه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فينادي جبريل‏:‏ إن ربكم يبغض فلاناً فأبغضوه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فيجري له البغض في الأرض‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا‏.‏

قلت‏:‏ لم أجده في الأطراف‏.‏

17961- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان صيته حسناً ‏[‏وُضع في الأرض‏]‏، وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له في الصحيح حديث غير هذا‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17962- وعن سعد بن أبي وقاص قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة أو بالنباة يقول‏:‏

‏"‏يوشك أن يعرفوا أهل الجنة من أهل النار‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بما يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بالثناء الحسن والثناء السيئ‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن عرفة وهو ثقة‏.‏

17963- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا اسأت‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا سمعت جيرانك يقولون‏:‏ قد أحسنت، فقد أحسنت‏.‏ وإذا سمعتهم يقولون‏:‏ قد أسأت، فقد أسأت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

17964- وعن الضحاك بن قيس الفهري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا أتى الرجل القوم فقالوا‏:‏ مرحباً، فمرحباص به يوم يلقى ربه‏.‏ وإذا أتى الرجل القوم فقالوا‏:‏ قحطاً، فقحطاً له يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير أبي عمر الضرير الأكبر وهو ثقة‏.‏

17965- وعن أنس قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول الله من أهل الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب‏"‏‏.‏

قيل‏:‏ فمن أهل النار‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن جعفر وهو ثقة‏.‏

 باب أحب الناس إلى الله أحبهم إلى الناس

17966- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أخبركم بأحبكم إلى الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، وظننا أنه يسمي رجلاً، قال‏:‏ ‏"‏إن أحبكم إلى الله أحبكم إلى الناس، ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ بلى يا رسول الله، وظننا أنه يسمي أحداً، فقال‏:‏ ‏"‏إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن حيدة الأنباري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن يطلب رضا الله تعالى

17967- عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن العبد ليلتمس مرضاة الله عز وجل فلا يزال كذلك فيقول‏:‏ يا جبريل إن عبدي فلاناً يلتمس أن يرضيني برضائي عليه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيقول جبريل صلى الله عليه وسلم‏:‏ رحمة الله على فلان، وتقول حملة العرش، ويقول الذين يلونهم، حتى يقول أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض‏"‏‏.‏

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه‏:‏ ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً‏}‏ وإن العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله عز وجل‏:‏ يا جبريل إن فلاناً يستسخطني، ألا وإن غضبي عليه، فيقول جبريل‏:‏ غضب الله على فلان، وتقول

حملة العرش، ويقول من دونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

17968- وعن عمرو بن مالك الرواسي قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله ارض عني، قال‏:‏ فأعرض عني ثلاثاً قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله إن الرب ليترضى فيرضى، قال‏:‏ ‏"‏فرضى عني‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني ‏.‏

 باب فيمن رضي الله عنه

17969- عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الخير لم يعمله، وإذا سخط على العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الشر لم يعمله‏"‏‏.‏

17970- وفي رواية‏:‏ ‏"‏إذا أحب وإذا أبغض‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏تسعة أضعاف‏"‏‏.‏ ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم‏.‏

 باب في أهل البيت يتتابعون في الجنة والنار

17971- عن أبي جحيفة قال‏:‏ أخبرت أن أهل البيت يتتابعون في النار حتى لا يبق منهم حر ولا عبد ولا أمة،

وإن أهل البيت يتتابعون في الجنة حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة‏.‏

رواه الطبراني من طريق كثير ولم ينسبه إلى أبي جحيفة ولم أعرف كثيراً هذا، وبقية رجاله ثقات‏.‏